1- ما هي الحجامة؟ وهل عملية الحجامة والتشريط مؤلمة؟
الحجامة هي طب نبوي وتم تقنينها وتطويرها لتكون من احد العلاجات المستخدمة في الطب الحديث ويعتمد مبدأ عملها على استخدام كاسات خاصة يتم وضعها على الجلد لبضعة دقائق بهدف تجميع وامتصاص الدم في المنطقة لتخفيف آلام ومشاكل الجسم المختلفة، وفيما يخص عملة التشريط يوجد الم خفيف جداً ناتج عن التشريط السطحي لكنه غير مزعج تماماً.
لا يجب وضع الكأس عدة مرات بعد التشريط لإخراج أكبر كمية من الدم. كثير من الدراسات السريرية اعتمدت وضع الكأس مرة واحدة فقط بعد التشريط، ومنها دراسة أجراها المركز الوطني للطب البديل والتكميلي عن أثر الحجامة في علاج آلام أسفل الظهر غير المرتبطة بسبب محدد. ومن مميزات هذه الطريقة زيادة مأمونية الحجامة، من حيث عدم تعريض الجلد للضغط السلبي الناتج عن الحجامة لفترات أطول، وتقليل فرص انتقال العدوى.
لا يجب تكرار وضع الكأس والشفط عدة مرات حتى يظهر السائل الأصفر اللون في الكأس. هذا الكلام نشره بعض المعالجين الشعبيين، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام. وقد أشرنا إلى الدراسة التي أجراها المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، التي استخدم فيها طريقة حجامة آمنة يتم فيها وضع الكأس مرة واحدة فقط بعد عملية التشريط لمدة لا تتجاوز 5 دقائق أو عند تغير لون الدم داخل الكأس.
خروج الدم المتجلط هو نتيجة طبيعية لترك الدم داخل الكأس لمدة الخمسة دقائق، وهي فترة كافية لتجلط الدم، ولا علاقة لها بفاعلية الحجامة أو شدة المرض كما يدعي بعض المعالجين الشعبيين.
زيادة مدة وضع كاسات الحجامة لا تؤدي لزيادة فعاليتها، لكن زيادة هذه المدة قد تؤدي إلى زيادة أعراضها الجانبية، ومنها ظهور حروق وتقرحات وتكوّن فقاعات على الجلد. وأوصت الدراسات العلمية بأن تكون مدة وضع الكاسات في الحجامة الجافة من 5 إلى 15 دقيقة، حسب الضغط ونوع الكاسات المستخدمة وحجمها وموضعها واستجابة جلد المريض. كما يجب متابعة المريض وإزالة الكاسات فورًا عند وجود ألم شديد أو احتقان أو ازرقاق شديد بالجلد. أما في حالة الحجامة الرطبة، فلا يسمح بوضع الكأس أكثر من خمس دقائق بعد التشريط.
الحجامة من أكثر الحلول العلاجية فعالية في علاج الصداع والشقيقة، والكثير من الحالات التي كانت تعاني من الشقيقة والصداع استفادت بعد إجراء الحجامة وزال ألم الصداع مباشرة واختفت نوبات الشقيقة بكل مراحلها، كما أن هناك أبحاث ودراسات حديثة أثبت هذه الفوائد حيث تعمل الحجامة من خلال افراز هرمون الاندورفين واكسيد النيتريك اللذان يعملان على توسيع الاوعية الدموية وارتخاء العضلات وتسكين الالم.
لا يوجد في الجسم ما يُسمى بالدم الفاسد. إنما هناك دم يحتوي على بعض المواد أو الشوائب أو السموم أو كريات دم حمراء لم يستطع الجسم التخلص منها. وربما يؤدي استخدام الحجامة إلى مساعدة الجسم في التخلص من هذه المواد، وفقًا لبعض نظريات الحجامة.
لا يوجد بالجسم ما يُسمى بالدم الفاسد كما أشرنا، كما أن منطقة الظهر ليست أضعف منطقة في الجسم كما يقول البعض، ولكنها أكثر منطقة آمنة لإجراء الحجامة.
يدعي بعض المعالجين الشعبيين هذا الكلام، بل ويجعلون المريض أو مرافقيه يرون الدم الموجود بالكأس وكيف أن لونه داكن. والحقيقة العلمية المجردة تقول إن لون الدم يرجع إلى نسبة الهيموجلوبين الموجودة فيه، وأنه كلما كان داكنًا كانت نسبة الهيموجلوبين أفضل، وأن المريض لا يعاني من مرض فقر الدم. وهو عكس ما يدعون.
لا يجب انتظار خروج السائل الأصفر داخل الكأس، بل يجب إزالة الكأس في حالة امتلائه، أو طلب المريض لذلك، أو انتهاء مدة وضعه حوالي (5 دقائق)، أو تغير لون الدم داخل الكأس، أو شعور المريض بالدوار أو الهبوط أو التعرق.
لا توجد أي علاقة بين كمية الدم وشدة المرض، فالحجامة هي وسيلة علاجية، ويجب استخدام وسائل الطب الحديث في تشخيص الأمراض وشدتها. كما يجب أن يكون التشريط سطحيًا جدًا لا يتجاوز عمقه نصف الميليمتر.
لا توجد علاقة بين كمية الدم وفاعلية الحجامة. وهناك العديد من وسائل الطب الحديث تحدد مدى فاعلية العلاجات، ومن بينها الحجامة. فالدراسات السريرية المحكَّمة التي تمت على الحجامة قد استخدمت وسائل الطب الحديث في بيان أثر وفاعلية الحجامة.
الحجامة تختلف تمامًا عن التبرع بالدم. وهناك عدد من الدراسات السريرية التي تمت لمقارنة الدم الوريدي الناتج عن التبرع بالدم بدم الحجامة، وقد وُجد اختلاف تام بينهما. ولكن لا يجب عمل الحجامة بعد التبرع بالدم مباشرة أو بفترة وجيزة، أو العكس.
هذا غير صحيح. بل إن أغلب الدراسات السريرية المحكَّمة التي تمت على الحجامة قد استخدمت من 6 إلى 12 شرطة طولية أو وخزة إبرية في عمل الحجامة.

التشريط بشفرات الحلاقة  قد يؤدي إلى انتقال العدوى وزيادة عمق الشق، وبالتالي زيادة كمية الدم، وتكوين الندبات، والتأثير على مأمونية الحجامة. ونجد أن مجمل الدراسات السريرية المحكَّمة قد استخدمت المشارط الجراحية من مقاس (15 إلى 21) في الحجامة.

لا يوجد أي دليل أو برهان علمي على هذا الادعاء. بل إن بعض الدراسات قد أثبتت أن الوخز قد يكون له نفس تأثير التشريط.
فقط يتم وضع الكأس بعد التشريط لمدة خمس دقائق ثم إزالته والتطهير والتغطية بضمادة طبية معقمة، وهكذا تتم عملية الحجامة كاملة حتى ولو لم تخرج نقطة دم واحدة.
بل يكفي الامتناع فقط عن الطعام لمدة ساعة أو ساعتين قبل الحجامة.
يمكن إجراء الحجامة في أي وقت، فهي طريقة علاجية يمكن استخدامها في جميع الأوقات.
ليس على المريض حلق شعره، لأن حالته قد لا تناسبها الحجامة ولأنه قد يصاب بعدوى نتيجة حلق شعره. بينما الطبيب أو الممارس الصحي المرخص له بممارسة الحجامة هو المسؤول عن المريض ومناسبة حالته للحجامة، وحلق شعره إذا استدعى الأمر، وإعداده للحجامة دون غيرهم.
لا يجب أن يلمس الماء مواضع تشريط الحجامة لمدة 48 ساعة، مثل العناية بأي جرح.
الحجامة الوقائية أو حجامة السنة – كما يسميها البعض – يمكن إجراؤها في أحد هذه الأيام كما وصى بها الرسول ﷺ. ولكن بالنسبة للمرضى وحالات الألم، يمكن عملها في أي يوم. وكان الرسول ﷺ عندما يأتيه الألم يقوم بالاحتجام.
لا يمكن تشخيص السحر أو الحسد أو العين باستخدام وسائل الطب الحديث، وبالتالي لا يستطيع الأطباء علاج هذه الأمراض. كما لم تجرِ أي أبحاث علمية على ذلك.
فهذا الكلام غير صحيح. فظهور الفقاعات دليل على أن هناك تسريبًا خفيفًا للهواء من جانب الكأس نتيجة لوضعه في منطقة عظمية، أو أن حجم الكأس غير مناسب، أو أن المنطقة بها شعر يؤدي إلى تسريب الهواء داخل الكأس.
بل يجب تطهير الجلد قبل إجراء الحجامة الجافة، حيث يوجد عدد من الحالات المنشورة التي أصيبت بالعدوى والتهابات الجلد نتيجة عمل الحجامة الجافة بدون تطهير. وكذلك يمكن أن تنتقل العدوى للممارس. كما يجب أيضًا تطهير الجلد قبل عمل أي نوع من أنواع الحجامة الأخرى.
يجب تغطية موضع التشريط بعد إجراء الحجامة وذلك للمساعدة في منع العدوى والتئام الجرح بالطريقة الصحيحة. كما يجب التنبيه علي المريض بإزالة الضماد الطبي بعد ٤٨ ساعة من عمل الحجامة.
يجب استخدام الكأس مرة واحدة على نقطة أو منطقة واحدة من الجسم، وهي من وسائل منع العدوى من منطقة إلى أخرى.
لا توجد نقطة واحدة لعلاج كل الأمراض، بل يجب اختيار النقاط وفقًا للمرض وبما يتماشى مع حالة المريض.
هذا غير صحيح فعدد النقاط التي احتجم عليها الرسول ﷺ هو أقل من عشر نقاط.

فالأماكن التي تظهر عليها شرايين أو أوردة بارزة أو بها أعصاب يجب الابتعاد عنها لضمان سلامة المريض. كما يجب عدم إجراء الحجامة على مناطق طبيعية بالجسم مثل الفم والشرج، ويجب أن لا يتم عملها على العين. ويوصي المركز الوطني للطب البديل والتكميلي بعدم إجراء الحجامة الرطبة على الجزء الأمامي العلوي من الجسم مثل الوجه 

فالحجامة لا يمكن إجراؤها لعلاج كل الأمراض، حيث يوجد عدد من الأمراض والمرضى الذين قد لا يستفيدون من الحجامة أو قد تسوء حالتهم إذا تم إجراؤها لهم دون مراعاة الضوابط والاحتياطات اللازمة. فهي، مثل أي إجراء طبي آخر، لها ضوابطها واحتياطاتها التي يجب مراعاتها، كما أن لها موانع مطلقة أيضًا. وأفادت الدراسات العلمية المنشورة حتى الآن بازدياد فاعلية الحجامة في الأمراض التي تتعلق بالألم.

 الحجامة تعتبر مفيدة في علاج كثير من الحالات والأمراض. ولكن الدراسات السريرية حتى الآن لم تؤكد فائدة العلاج بالحجامة في علاج الأمراض المستعصية كالسرطان.

لا تُجرى الحجامة في الحالات الحادة والطارئة ولا في حالة الحوادث. ولكن يجب علاج تلك الحالات في أقسام الطوارئ بالمستشفيات وعدم تضييع فرصة العلاج على المريض
توجد عدد من الموانع الطبية للحجامة، منها أمراض سيولة الدم، ومرضى الالتهاب الكبدي، ومرضى الإيدز، والسل الرئوي النشط، ومرضى الأورام السرطانية، والحمل والنفاس، والأطفال أقل من 12 عامًا، والمرضى الذين يستخدمون أدوية سيولة الدم، ومرضى غسيل الكلى. كما توجد في لائحة تنظيم ممارسة الحجامة قائمة بالموانع الخاصة بإجراء الحجامة، منها ما هو مطلق ومنها ما هو نسبي لحين زوال السبب.
قياس العلامات الحيوية من الأشياء المهمة جدًّا والتي يتجاهلها كثير من الممارسين، حيث من خلالها يتم تقييم الحالة الصحية الحالية للمريض واتخاذ قرار ما إذا كانت الحجامة مناسبة في الوقت الحالي لهذا المريض أم لا. لأن عدم انتظام النبض، أو ارتفاع الضغط أو انخفاضه الشديد، أو ارتفاع درجة الحرارة (الحمى)، أو تغير معدل التنفس قد تكون أعراضًا لأمراض أخرى تمنع إجراء الحجامة وتستوجب أولًا إحالة المريض إلى طبيب مختص.
لا يمكن، فالأطباء والممارسين الصحيين هم أكثر الناس خبرة بالعلوم ذات العلاقة بجسم الإنسان، مثل وظائف الأعضاء، والتشريح، وعلم الأمراض، والأدوية، وأساليب مكافحة العدوى وغيرها، وهم الأقدر على تولي هذه المهمة.
كلام غير صحيح تمامًا، فهم ليسوا أهل اختصاص، وسنوات الخبرة وحدها لا تكفي، حيث إنَّ هذه الخبرة لم تستند إلى الأساس العلمي الصحيح لعمل الحجامة، ولا إلى أساليب مكافحة العدوى الصحيحة التي تساعد على زيادة مأمونية الحجامة.
الحجامة آمنة نسبيًا إذا تمت بالطريقة الصحيحة التي أقرها المركز الوطني للطب البديل والتكميلي. ولها العديد من الأعراض الجانبية التي يمكن تجنبها باتباع وسائل مكافحة العدوى وبالتدريب الجيد للأطباء والممارسين.
الحجامة يجب أن تُمارَس في عيادات مرخصة ومجهزة تمامًا. فعيادة الحجامة يجب أن تكون مكانًا صحيًا نظيفًا، تتوافر فيه جميع وسائل مكافحة العدوى لمنع انتقال الأمراض، وتتوافر فيه طريقة التخلص الآمن من النفايات الطبية والدم والكؤوس وغيرها. ولا يجوز ممارستها خارج تلك العيادات إطلاقًا.
لا ليست الاكثر فاعلية؛ بل هي الأكثر في معدل الضغط داخل الكأس، ومن الممكن أن تؤدي إلى عدد من الأعراض الجانبية كتورم والتهاب الجلد إذا تم عملها بطريقة غير سليمة. وترك الكؤوس لفترة أطول قد يؤدي إلى ظهور حروق على الجلد وتقرحات.
فإنَّ دراسة أثر الحجامة في علاج بعض الأمراض والتعريف بالطريقة الصحيحة لممارستها هو دعم للسنة النبوية. فمن يقوم بالحجامة بطريقة غير صحيحة تؤدي إلى أعراض جانبية ومضاعفات، هو في الحقيقة لا يفيد الحجامة أو السنة، بل يقوم بدعاية سلبية لها. كما أننا بحاجة إلى أبحاث للوصول إلى طريقة آمنة وأكثر فاعلية، وكيفية تجنب أي أعراض جانبية محتملة لها، وكيفية تحديد البرامج العلاجية وعدد الجلسات الخاصة بالحجامة. كل هذا يجعل المجتمع الطبي العالمي يحترم الحجامة كممارسة طبية عالمية ويدعم نشرها.